كان يومي رائِعَاً جدّا، فَقَدْ شارَكْتُ رَفيقاتي وَمعلّمتنا الحنونَ في نُزْهَةٍ مُمْتِعَةِ وَسطَ حقلٍ واسِعٍ. قَضَيْنا النَّهارَ في ألعابٍ مُسَلِّيةٍ وَأناشيدَ،وَسطَ الخُضْرَةِ الزاهية،والزّهور الملوّنة، تحتَضنُنا غصونُ الأشجارِ. وكان في طرفِ الحقْلِ فَلاحٌ فقيرٌوعَجوزٌ يَعْمَلُ بِنَشاطٍ وَحَماسٍ، وقد ترك معطفه وحذاءه بجانبِ شجرةٍ كبيرة .اقترحَتْ صَديقَتي ليلى أن نمزحَ معَ الفلاحِ فَنُخْفيَ لَهُ معْطَفَهُ ونَخْتَبِئَ لِنَعْرِفَ أَثَرَ المفاجَأَةِ عَلَيْهِ، وَاقْتَرَحَتْ عَبيرُ أنْ نَمْلأَ حذاءَهُ عُشْبا وَتُرابا وَنَرى مُفاجَأتَهُ مِنْ بَعيدٍ، لكنَّ المعلّمةَ تبَسّمَتْ كعادتها وقالت: عندي اقتراحٌ أفضلُ نَضَعُ في فَرْدَتَي حِذائِهِ قِطعا من النُّقودِ ونتأمَّلُ مدى دهشتِهِ وَعَجَبِهِ .
نالَ الاقتراحُ موافقَتَنا وقُمْنا بالتّنفيذِ فوراً ثمَّ عُدْنا إلى لَعِبِنا. ونحَنُ نتابعُ النَّتيجَةَ اقتَرَبَ الفلاحُ من حذائِهِ وبدأَ يُدْخِلُ قَدَمَهُ في الحذاءِ، ولكنَّ دَهشَتَهُ وَسَعادَتَهُ كانَتْ عَظيمةً حينَ سمعَ رنينَ النّقودِ، وتَلفَّتَ حَوْلَه ثمَّ انحنى يجمعها غير مصدّق، وهو يردد:" الحمد لك يا ربُّ ... لَقَدْ كانَ همّي أن أُحْضِرَ الطّعامَ لِأوْلادي وَها قدْ أكرَمْتَني ورزقْتَني فَلَكَ الشُّكْرُ على ما أنْعَمْتَ بهِ عليَّ وعلى أوْلادي ".
قالتِ المعلمةُ وَنَحْنُ في طَريقِ العَوْدَةِ : إنَّ في النَّاسِ مَنْ يُؤْذي الآخرينَ بِمُزاحِهِ عَنْ
غيرِ قَصْدٍ، وَمَزْحَتُنا كانتْ لطيفةً ومَلأتْ قلبَ الفَلاحِ بِالسَّعادة
السؤال الأول :- 1) لِماذا كان يومُ الطّالبةِ رائِعاً؟